كيف يفكر ثانى اغنى رجل فى مصر بعد ثورة 25 يناير
أثارت القرارات الاستثمارية لرجل الاعمال المصري المهندس نجيب ساويرس، خلال الفترة التي تلت ثورة 25 يناير وحتى الآن، عدة شائعات ومخاوف بشأن تغير استراتيجية ساويرس الاستثمارية، واتجاهه للخارج على حساب الداخل.
وكانت أخر الاستثمارات المعلنة لساويرس هو ما أعلنه الجمعة الماضية بشأن شراء شركة للألياف ضوئية في كندا مقابل 520 مليون دولار، وهو التوجه الذي يظهر اتجاه للاستثمارات الأمنة في الدول المستقرة، بدلًا من رغبة المغامرة التي كانت تسيطر على ساويرس وجعلته يدخل في الماضي لأسواق غير مستقرة مثل باكستان ونيجريا والجزائر وغيرها.
وكشفت الاستثمارات المعلنة لثاني أغنى رجل أعمال في مصر خلال عام 2013 - طبقًا لمجلة فوربس - والذي بلغت ثروته نحو 2.5 مليار دولار، والذي يسبقه في القائمة شقيقه ناصف ساويرس، عن توجه لانتقاء الاستثمارات في الخارج المستقر، على حساب الاستثمارات الموجودة في مصر، في أعقاب عدم وضوح الرؤية الاقتصادية منذ الثورة.
ويحاول ساويرس تنويع استثماراته طبقًا للقاعدة المعلنة والتي توصي بـ''عدم وضع البيض كله في سلة واحدة''، في الوقت الذي يتجه فيه لدخول مجالات استثمارية جديدة عليه، وسط تقليص لحجم استثماراته في مصر بشكل نسبي.
كندا.. وجهة مفضلة
قام نجيب ساويرس الجمعة الماضية بشراء شبكة الستريم للألياف الضوئية والمملوكة لمجموعة (ام.تي.اس) الكندية مقابل 520 مليون دولار كندي (502.8 مليون دولار).
وبموجب اتفاق أعلن يوم الجمعة ستشتري شركة أسيلور كابيتال التي أسسها ساويرس ويملك مسؤولون تنفيذيون من شركات اتصالات يملكها او يستثمر حصصا فيها شبكة الستريم التي تخدم 50 الف عميل من الشركات.
وفي استثمار سابق في كندا كانت شركة اوراسكوم تليكوم التي يملكها ساويرس أهم ممول لشركة ويند موبايل التي أطلقت خدمة لاسلكية في عام 2009 شكلت تحديا كبيرا لثلاث شركات اتصالات مهيمنة على السوق في كندا.
مناجم الذهب
وفي منتصف عام 2012، ظهر اتجاه لرجل الأعمال المصري لإضافة مجلي التنقيب على الذهب، إلى استثمارات شراكته، والتي كانت تقتصر على قطاعات البناء والأسمدة والاسمنت والعقارات وتطوير الفنادق، اضافة إلى القطاع الرئيسي وهو الاتصالات
وكانت شركة ''لامانشا للموارد'' الكندية''، قد أعلنت آنذاك أن شركة ويذر انفيسمنت المملوكة لنجيب ساويرس، تدرس أضافة أنشطة التنقيب على الذهب إلى محفظة استثماراته بعد اتفاقه على شراء الشركة بنحو 493 مليون دولار (3,50 دولار كندى للسهم الواحد) نقدًا، بالإضافة إلى استثمار نحو 500 مليون دولار أخرى في مشروعات توسعية مستقبلية في الشركة.
وتعد الشركة الكندية أحد أكبر اللاعبين الرئيسين في ملف التنقيب على الذهب في أفريقيا بشكل عام، والسودان بشكل خاص، خاصة مع اتجاه الاخيرة إلى الاهتمام بهذا الجانب الاستثماري وفتح الباب للشركات العالمية للتنقيب.
محاولات لم تلق نجاحًا
وسبق ورفضت شركة تليكوم ايطاليا، عرضًا من نجيب ساويرس لشراء حصة في الشركة بمبلغ يتجاوز الـ 3 مليارات يورو.
وتسبب العرض الأقل من المتوقع لساويرس آنذاك في تراجع ملحوظ لأسهم الشركة في البورصة، بعدما عرض ''نجيب'' أن تكون زيادة رأس المال مفتوحة لكل المساهمين، وألا تقتصر عليه واقترح أن تكون بالسعر الحالي في السوق والبالغ 0.70 يورو للسهم.
بيع موبينيل
في فبراير 2012.. وافق نجيب ساويرس على بيع حصة اوراسكوم تيليكوم في موبينيل إلى شركة فرانس تيليكوم الفرنسية، بسعر بلغ وقتها 202 جنيهًا للسهم الواحد.
ومثل قرار ساويرس آنذاك مفاجأة لكثير من المتابعين، نظرًا لأن السعر المعلن كان أقل من السعر الذي سبق وعرضته فرانس تيليكوم لشراء نفس الحصة، والذي بلغ 240 جنيهًا للسهم.
ويملك ساويرس حاليًا نحو 5% فحسب من أسهم موبينيل، والتي مثلت أولى وأهم استثماراته في قطاع الاتصالات في مصر.
التخلي عن ON TV
وفي ديسمبر من عام 2012، أعلن ساويرس بيع فضائية أون تي في إلى رجل الأعمال الفرنسي التونسي الأصل الملياردير طارق بن عمار، في صفقة لم يعلن عن قيمته.
وجاء تخلي نجيب ساويرس عن أون تي في ليمثل مفاجأة أخرى، خاصة بعد أن اعلن مرارًا تعرضه لخسائر مالية بسبب القناة، دون أن يتخذ قراراً بالبيع.
هل ينسحب ساويرس من مصر تدريجيًا؟
أجاب ساويرس على هذا التساؤل عقب عودته من الخارج في أعقاب انتهاء أزمة شركة اوراسكوم للإنشاء والصناعة مع مصلحة الضرائب، وسداد نحو 7 مليارات جنيه إلى الدولة، بقوله: '' لازالنا (عائلة ساويرس) نملك أكبر قدر من الاستثمارات في مصر.. لم نسحب استثماراتنا من مصر''.
ويظهر الواقع العملي أن رغم اتجاه ''نجيب'' لبيع عدد من استثماراته القديمة في مصر، الإ أنه لازال يمتلك عدد كبير من الأصول الأخرى، تأتي على رأسها مجموعة اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا ، والتي تمتلك أكثر من 25 شركة تابعة.
وتتضمن قائمة الشركات التابعة لاوراسكوم للاتصالات، شركات لينك دوت نت في كلًا من مصر والسعودية والامارات، ولينك أون لاين، وأراب فينانس، وموبيزون في كلًا من السعودية وايطاليا وكندا وبنجلاديش، بالإضافة لعدة شركات عاملة في قطاعات الاعلام والتكنولوجيا والاتصالات.
0 comments:
Post a Comment